« الطائـــــــر الذهبــــي »
يُحكى أنَّ صيَّاد سمك يُدعى " تارو " كان سيِّئ الحظِّ جدَّاً . كان يخرج كلَّ صباح إلى البحر ، يُلقي شبكته ، ويمضي هناك سحابة نهاره مُنتظراً ، إلاَّ أنَّه وعند مغيب الشمس ، يعود إلى كوخه خائباً حزيناً ، لم يصطد ولو سمكة واحدة .
ذات مساء ، وبينما كان " تارو " يتأهَّب للعودة إلى كوخه خالي اليدين مهموماً كعادته ، حلَّق فوقه طائر ذهبيِّ الريش ، صفَّق بجناحيه ، وصاح :
- لاتحزن أيُّها الصياد الطيِّب ! سيبتسم لكَ الحظُّ منذ اليوم . عد إلى كوخك ، ولن يطالك الجوع أبداً .
قال الطائر هذا ، وطار مبتعداً والصياد " تارو " يلاحقه بنظرات ذاهلة .
في صباح اليوم التالي ، وبينما كان " تارو " يتأهب للذهاب إلى البحر ، فوجئ بالطائر الذهبي يحلِّق فوقه ، ثم يلقي أمامه سمكة كبيرة ويطير مُبتعداً .
سُرَّ " تارو " بالسمكة ، وحملها فرحاً إلى السوق ، وباعها بمبلغ كبير . وهكذا كان الطائر يُحضر في كل صباح سمكة كبيرة ، فيأخذها " تارو " ، ويبيعها في السوق حتَّى صار غنيَّاً .
وذات نهار ، وبينما كان " تارو " في السوق ، سمع منادي الملك يصيح : (( أيها الناس ! أيها الناس ! مَنْ يعثر على الطائر الذهبي ويحضره إلى القصر ، فسوف يمنحه الملك مكافأة عظيمة )). فرح الصيَّاد " تارو " وسالَ لعابه ، فالمكافأة مغرية . فرك كفَّيه ، وقال في سرِّه : " لقد جاءتكَ الفرصة على طبق من ذهب .. فاغتنمْها يا تارو قبل أن تندم " ، لكنه عاد وفكَّر : " ولكن كيف أسيءُ إلى الطائر الجميل الذي انتشلني من الفقر ، وأنقذني من الجوع ؟! "
وظلَّت الأفكار تتناهب " تارو " وهو حائر ماذا يفعل ، وكي يتخلص من حيرته ، اقترب من منادي الملك ، وسأله :
- تُرى لماذا يريد الملك الطائر الذهبي؟
أجاب المنادي :
- لاأعرف ، ولكن لماذا تسأل ؟ هل تعرف مكانه ؟
ردَّ " تارو " بارتباك :
- لا .. لا أعرف .. لا أعرف ..
قبض المنادي على ذراع " تارو " وقال :
- بل أنتَ تعرف .. ارتباكُكَ يَشي بذلك .. هيَّا إلى الملك .
وعندما دخل الاثنان القاعة الملكية ، ومثلا بين يديِّ الملك ، قال المنادي :
- مولاي ! هذا الرجل يعرف مكان الطائر الذهبي .
صاح الملك :
- ماذا ؟! هل مايقوله المنادي صحيح أيها الرجل ؟
أجاب " تارو " وهو مطرق :
- صحيح يامولاي ، ولكنَّ الطائر أحسنَ إليَّ ، ولاأريد الإساءة إليه .
قال الملك :
- إنني في أشدّ الحاجة إلى الطائر الذهبي . ستكون مكافأتك عظيمة إنْ أحضرتَهُ إليَّ .
غَلب الطمع قلب الصيَّاد " تارو " ‘ فوعد الملك بإحضار الطائر الذهبي .
وفي الليل ، سار " تارو " مع بعض الحرَّاس إلى الشجرة الضخمة التي يختبئ في أعلاها الطائر . خبَّأ " تارو " الحرَّاس قرب الشجرة ، ثمَّ وضع على الأرض بعض الطعام ، وتظاهر بالأكل ، ونادى الطائر :
- أيها الطائر الذهبيُّ الجميل .. أنا صديقكَ الصياد " تارو " .. لقد صنعتَ معي معروفاً لايُنسى ، فاهبط وتناول معي بعض الزاد ، ودعني أشكرك على مساعدتك لي .
لم يشك الطائر الذهبي بكلام " تارو " ، فهبط مطمئنَّاً ، وراح ينقر الطعام بشهيَّة وأمان .
راقبَ " تارو " الطائر بحَذَر وهو يأكل ، وعندما تحيَّنَ منه غفلةً ، أمسكَ بِقائمتيه ، ونادى على الحرَّاس لمساعدته في القبض على الطائر ، ولكن الطائر أحسَّ بالخطر ، فضرب بجناحيه القويين ، وطار حاملاً معه " تارو " . أسرع أحد الحرَّاس وتعلَّق بساقيّ " تارو " ، وتعلَّق حارسٌ آخر بساقيِّ رفيقه ، ولكن الطائر حملهم جميعاً .
حلَّق الطائر عالياً ، وأصاب الذعر قلب الصياد " تارو " ، كما أصاب التعب يديه ، فأفلتت أصابعه قائمتيّ الطائر ، فسقط ، وسقط معه الحارسان .
ومنذ ذلك اليوم ، اختفى الطائر الذهبي ، وعاد الصياد " تارو " فقيراً وسيّئ الحظِّ كما كان .
هذي نهايه الطمع ان شاء الله تعجبكم القصه