بسم الله الرحمن الرحيم أقدم لكم أعزائي معلومات عن المركز الرائع سبيل الرشاد طبعا هذا أحد المراكز الذي أخذت به دوتان ( كرسي الريادة - الترويح والترفيه عن النفس ) ومن جهتي أتقد بالشكر لجميع العاملين بالمركز لما قدموا من خدمات عظيمة جيل - بنغازيمجال التنمية البشرية ليس جديدا على العالم، فكثير من دول العالم مهتمة بهذا الأمر من عقود، لكن كالعادة جاء اهتمام عالمنا العربي والإسلامي بهذا الموضوع متأخرا، وكالعادة كذلك جاء اهتمام مجتمعنا الليبي متأخرا بهذا الجانب .
من المهتمين بمجال التنمية البشرية منذ سنين الدكتور رجب الجروشي، فقد اهتم بهذا الموضوع منذ الثمانينات، غير أن إنشاء مركز متخصص بدراسة هذا الموضوع جاء متأخرا، ربما ذلك لعدم اهتمام المؤسسات العامة والتي كانت هي وحدها المخولة بإنشاء مثل هذه المراكز والمدارس ردحا من الزمن.
يعتبر مركز سبيل الرشاد رائدا في مجال التنمية البشرية في مدينة بنغازي، بل وحتى في الجماهيرية كلها، وكان للدكتور رجب الجروشي الفضل بعد الله تعالى في إنشاء هذا المركز مع مجموعة من الأساتذه الكرام.
يقع مركز سبيل الرشاد في مدينة بنغازي، على امتداد شارع الوحدة العربية والمعروف سابقا بشارع عشرين.
وقد حاورنا بعض القائمين على المركز لأخذ فكره عن أهداف المركز وطبيعة عمله والمعوقات التي واجهته ومفهوم التنمية البشرية كما يراها المركز وغير ذلك من الأسئلة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الأستاذ عبدالله عبدالحميد بو ثمانية، المدير التنفيذي
في البداية كان لنا لقاء مع الأستاذ عبدالله عبدالحميد بو ثمانية، المدير التنفيذي بالمركز، وقد وجهنا له هذه الأسئلة.
* مرحبا بك أستاذ عبدالله، في البداية لو تتكرم بإعطاء نبذة عن إنشاء المركز والهدف من إنشائه.- شكرا لكم أخي عبدالله وشكرا لموقع جيل.
تم تأسيس المركز في أواخر العام 2007 بالتحديد 1-11-2007، جاء قرار الإنشاء بعد أن ألقى الدكتور رجب الجروشي دورة في مجال التنمية البشرية لبعض الشباب والتي كانت تحت عنوان أساسيات التنمية البشرية، ففكرنا في إنشاء جمعية خيرية ثم بعد ذلك تحول المشروع إلى مركز للتنمية البشرية ويسمى حاليا بشركة سبيل الرشاد للتنمية البشرية.
وكان الهدف به النهوض بالمجتمع والرقي بهذا البلد الحبيب.
* هل كنتم السباقين في هذا المجال أم أن هنالك من سبقكم؟- في الواقع هنالك خلط بين أمرين هما تنمية الموارد البشرية، والتنمية البشرية، فتنمية الموارد البشرية هي عمل اقتصادي بحت يقوم بتدريب فئات معينة من الناس لتطوير معارفهم وقدراتهم في مجالات معينة، مثل السكرتاريا وغيرها.أما التنمية البشرية فهو أمر مختلف فهو موضوع أو مدرسة تهتم ببناء الإنسان في مختلف الجوانب : السلوكية والأخلاقية والإدراكية والنفسية والقيادية.
فالأول (تنمية الموارد البشرية) موجود منذ فترة، أما التنمية البشرية بهذا الشمول فقد كنا السباقين إليها .
* طيب ما هو المفهوم المحدد للتنمية البشرية من وجهة نظركم؟- الإنسان معجزة من معجزات الخالق .. وهو كيان متكامل، ولذلك لابد من التعامل معه ككل لا كأجزاء، فهو عدة منظومات، مادية وتفكيرية ونفسية. ولابد من تنميته في كل هذه الجوانب ولكن وفق قواعد ومعايير يقرها ديننا الإسلامي.
* هل وجدتم عونا من بعض المؤسسات العامة أم كان الأمر على العكس؟- لاقينا قبولا من كثير من المؤسسات وعقدنا دورات لبعض الجهات العامة كشرطة المرور، أما الجانب الأكبر من تعاملنا مع مؤسسات الدولة فكان مع أمانة التعليم والتي أعطتنا تصريحا بدخول كل المدارس وإلقاء محاضرات للطلبة من كلا الجنسين ولاقينا كل ترحيب وعون من هذه الأمانة والتي نقدر لها ذلك.
* الموارد المالية للمركز من أين تأتي؟- نحن نعمل في إطارين، الأول خيري ويُعطى لكثير من المؤسسات كالتعليم والأوقاف عن طريق دورات للمحفظين والطلبة والمدرسين.
الثاني اسثماري للتجار والشركات الخاصة والعامة ومنها تأتي الموارد المالية.
* مَن المستهدفون ببرامجكم، هل هم المثقفون أم الطلبة أم كل شرائح المجتمع؟- الجميع مستهدفون، ولكن التركيز على الطلبة من الإبتدائية إلى الجامعة، كذلك نركز على بعض الشرائح الخاصة كالشرطة و المهندسين والتجار، وهنالك محاضرات أسبوعية عامة لكل الناس بمختلف الأعمار وهي مجانية و تعطي بمعدل يومين في الأسبوع، الثلاثاء للنساء والإربعاء للرجال.
* هل لديكم فروع خارج بنغازي؟- حاليا لا، ولكن قريبا بإذن الله سنفتح فرعا في مدينة طرابلس وآخر في مدينة درنة.
* شكرا لكم أستاذ عبدالله.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]د. رجب الجروشي رئيس مجلس الإدارة
بعد ذلك أكملنا اللقاء مع الدكتور رجب الجروشي رئيس مجلس الإدارة بالمركز وقد وجهنا له بعض الأسئلة..
* مرحبا بكم دكتور رجب، نكمل من حيث انتهينا مع الأستاذ عبدالله بو ثمانية، نود أن تذكرلنا الصعوبات التي تعترض المركز إن وجدت؟- الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، تخصص المركز من التخصصات الصعبة وأهم ما يواجهنا من مشكال هو المشاكل الإدارية وذلك بسبب تخلف الإدارة بصورة عامة في مجتمعنا وأي مؤسسة لا توجد بها إدارة جيدة لا تؤتي ثمارها ولن تحقق أهدافها، ونسعى في المستقبل لتكوين إدارة بجودة عالية ونأمل أن نحصل على شهادة عالمية للجودة، المشكلة أو العائق الآخر والذي أثر في كثيرا هو الحصول على مدربين جيدين وللأسف بسبب التنشئة البيئية والتكوين العلمي الضعيف بالمدارس كان الحصول على مدربين جيدين في مجال التنمية البشرية صعبا جدا.
* الإنجازات الملموسة للمركز ما هي؟- تعاملنا مع مؤسسات وأفراد بصورة خيرية واسثمارية للمهندسين والتجار كذلك أعطينا دورة سميت بخماسية المستقبل تتعلق برؤية المستقبل ورسم إطار خاص برؤية المستقبل كذلك فن إدارة وتوزيع الوقت والاستفادة من الوقت، و قدمنا محاضرات للمدارس حوالي 7 مدارس في الفصل السابق وتركزت المحاضرات حول عناوين مهمة مثل إدارة الوقت، منهجية المذاكرة، قوتي في شخصيتي، سعادتي في أسرتي ووجدنااستجابة كبيرة ونجاحا ملموسا.
وفي هذه المحاضرات الخاصة بالطلبة والطالبات في الثانويات اكتشفنا أمورا خطيرة، تتعلق بالعلاقات غير المشروعة، وتحدثت كثير من الطالبات عن علاقات غير مشروعة بالشباب، والنسبة الحقيقة كانت رهيبة ومخيفة،والكثير من الطالبات لم تجد غضاضة في الحديث عن هذه الأمور، هذا الأمر دفعنا لإصدار رسالة صغيرة بعنوان ابنتي الحبيبة أرشدنا فيها الطالبات وقدمنا بعض النصائح.
والحقيقة نسبة العلاقات غير المشروعة أصابتنا بصدمة كبيرة، علاقات سببها الهاتف المحمول، ومشاهدة القنوات والأغاني غير اللائقة.
للأسف وصلت نسبة العلاقات غير المشروعة إلى نسبة 50 % عند بعض مدارس الطالبات، مثلا في فصل من الفصول يتكون من 16 طالبة، اعترف 12 منهن بإقامة علاقات غير مشروعة.
ما أخافنا أن تتحول هذه الظواهر إلى ثقافة مجتمع.
كذلك وجدنا أن المدرسين يدرسون بشكل كلاسيكي ونسبة قليلة جدا منهم يصلح للمهمة. الكثير منهم ذو شخصية سمعية لا تصلح للتدريس.
والطلبة من الجنسين يفتقدون القدوة للأسف.
الإطلاع على هذه الأمور والوصول إليها ووضع خطط لمعالجتها يعتبر انجازا مهما.
* المدرس الكفؤ لا يتفرغ للتعليم بسبب ظروف الحياة، فلا يخفى عليك الظروف المادية الصعبة التي يعيشها المدرس، هذه الظروف قد تكون حاجزا يحول دون تطوير المدرس لنفسه وتفرغه للتدريس، فأين موقعكم من هذه المشاكل الاجتماعية. وهل هنالك استراتيجية لديكم لوضع تصور لمعالجة هذه القضايا؟- لا شك أن هذه الظروف تؤثر، ونحن نعلم أن تدني مستوى الطلبه سببه الأسرة، ونحن نحاول أن نجعل الطالب يكون عنصرا بناء ولا يكون عبئا على الأسرة . وفي محاضراتنا يومي الثلاثاء والاربعاء نحاول أن نرشدهم ونعلمهم – أولياء الأمور- أن السعادة ليست في المال. كذلك أود أن أؤكد أن المدرس رسالته عظيمة وينبغي أن يكون عمله لوجه الله، وفاء للأمة وللبلد الطيب، وأن يصبر وإن لم يستطع فليترك التدريس،والله هو الرزاق.
* أقصد أن شرائح كثيرة من المجتمع لا تؤدى عملها بالشكل المطلوب بسسب قلة الدخل وصعوبة الحياة، فهل من رسالة بهذا الخصوص حاولتم توجييها أو تنبيه المسؤلين بخطورة هذا الوضع والذي أعنيه بصورة أوضح هو هل هذه الجوانب يشملها برنامجكم للتنمية البشرية؟- نحن لسنا بمعزل عن المجتمع، نحن على دراية بواقع المجتمع، لا حظنا في المستشفيات والعيادات الخاصة مثلا وجود جيل مادي يحرص عل تحسين وضعه لكنه للأسف لا يتقن عمله وهنا الخطورة. نلاحظ هذه الأمور ولكننا لسنا جهة تنقل ما تراه للآخر أو للمسؤلين، نحن نسعى للبناء والتنمية للفرد بقدر ما نستطيع ونؤمن أن التغيير يبدأ من ذات الإنسان، نعلم الناس رسالة الإنسان المسلم التي يجب أن يقدمها للمجتمع، من سياستنا بالمركز أننا لا نلقي باللائمة على الغير لا على الدولة ولا المؤسسات . رفع الدولة للأجور وغيره تتحدث فيه جهات أخرى. نحن نبني الإنسان.
في إحدى المحاضرات لشركة ومؤسسة نفطية تطرقنا لوضع المؤسسات، فأكدنا في الحوار على أنه توجد أشياء عديدة بإمكاننا نحن فقط إنجازها، ولكننا نقصر ونضع اللوم على أطراف أخرى، مبدأ سبيل الرشاد هو ابدأ بنفسك، التغيير يبدأ من الذات. أما أن نقول فلان أخطأ دون أن نبدأ بأنفسنا فهذا هو الخطأ.
* موضوع التنمية البشرية مدني، نشأ في الغرب قبل الشرق كعلم، ولكننا لاحظنا ربطكم له بالإسلام من خلال تناول مواضيعه أو حتى من خلال المشرفين عليه فهل لهذا الموضوع علاقة بالدين أم أنه موضوع مدني بإمكان أي شخص أن يكيفه مع بيئته وثقافته؟- هذا سؤال حساس وأساسي، فنحن وأقصد المركز، قد درسنا كل المدارس المهتمة بهذا الأمر، أقول بأننا في المركز هنا نعتقد جازمين أنها –التنمية البشرية - من علوم بناء الإنسان، وقد بدأتُ دراسة هذا العلم من بداية الثمانينات وألقيت محاضرات متعلقة به في التسعينيات في جامعة قاريومس وهي موجودة ومعروفة، ونوقن أن هذا العلم يهتم ببناء الإنسان ونوقن بأنه إذا لم يتغير الإنسان فلن يتغير الواقع من حوله "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، من هنا نعلم أن هذا الموضوع يتعلق بديننا وتعاليم ديننا وتأثرنا بتعاليم الإسلام وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن خلال دراستنا لسير الصحابه وكيف غيرهم الإسلام ورقى بهم وكيف رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلهم قادة للبشر، بحيث لا يستطيع مرب ولا مدرب ولا مدرس أن يدعى إمكانية فعل ذلك مع طائفة من الناس. هذه التعاليم جعلتنا نوقن أن نظرتنا لهذا العلم لابد أن تنطلق من عقيدتنا وديننا، ولذلك لا يمكنني أن أقدم هذا العلم لغير المسلم . ونحن نقول بأن تاريخ التنمية البشرية بدأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك بدايتنا مع هذا العلم منذ الثمانينيات كان منطلقها من الدعوة. فأهم مبادئنا في التغيير هو الجوانب الإيمانية. وهذا ما نختلف فيه عن كل المدارس، نختلف في كوننا نوجه الإنسان وننبهه أنه صاحب رسالة، هذه الرسالة هي مرضات الله عز وجل.
* إذن أنتم تعالجون هذا الموضوع - موضوع التنمية البشرية - من منظور إسلامي؟- نعم.
* لو تختصر لي في سطرين مفهوم التنمية البشرية عند الدكتور رجب الجروشي؟- هو نمو لكل مكونات وعناصر الشخصية حتى تؤدي رسالتها على أكمل وجه في الدنيا وتفوز بجنة الفردوس في الآخرة. وهنالك دعاء نكرره وهو أن يجعل الله ما بقي من عمرنا خيرا مما مضى منه.
* هذا يعني أن بعض المفاهيم التي تنسب للتنمية البشرية لا تعنيكم كثيرا لعدم إمكانية تأصيلها شرعيا مثل برمجة الأحاسيس أوالبرمجة العصبية.- بعيدة كل البعد، سواء خط الزمن أو الطاقة أو التكيف العصبي. ولكن هذا لا يعني الإستفادة منها، وقد درستُ ما يقارب الخمسين كتابا في هذه المواضيع، وأرى أنه إذا أمكن الإفادة من بعضها فلا بأس من الأخذ به.
* في الواقع الحديث مع الدكتور رجب لا يمل، ولكننا وجدنا أن وقت صلاة المغرب يداهمنا، ووقت الدكتور رجب ثمين، فقررنا نهاية الحوار، دكتور رجب الجروشي شكرا جزيلا لكم.- شكرا
أريد رأيكم بالمركز
نصيحة : لا تفوتوا الفرصة بالنسبة اللي في بنغازي لأنو المركز بصراحة فرصة لا تعوض
موضوع: مركز سبيل الرشاد للتنمية البشرية 
الأربعاء 13 يناير - 18:04
